رضوان ضاوي/ الرباط المغرب
قام العارف والمطلع على أحوال منطقة المغارب، برحلة إلى ليبيا دامت أربعة أشهر وانتهت في 10 أكتوبر 1869 توجت بنشره لكتاب حولها بعنوان: في رحاب طرابلس وتونس مع الرحالة الألماني البارون هاينريش فون مالتسان عام 1869
في هذه الرحلة ركز مالتسان على العاصمة طرابلس والمناطق المتاخمة لتونس، حيث وفّر لنا المزيد من المعلومات حول قضايا بعينها مثل وجهة نظره في الإصلاحات، وازدواج السلطة الحاكمة مع النسب والقبيلة والسلطة الدينية، وعلاقة الأتراك الذين استولوا على الوظائف الكبرى في الدولة مع أبناء الريف والقبائل الذين كانوا يديرون شؤونهم الداخلية بأنفسهم، في تبعية شكلية للسلطة المركزية، واستقلال عملي عنها. فقد كانت الحكومة قاصرة عن القبائل العربية الكبرى، وكان الأتراك والأتراك المستعربون يبدون ازدراء عميقا تجاه الأهالي ويبعدونهم عن المناصب الحساسة، وكانت النتيجة أن السلطة الفعلية للحكومة كانت تتمركز بشكل كبير في المناطق الحضرية في طرابلس الغرب وبالمدن الساحلية في الغالب
فكيف ينظر الرحالة المستشرق مالتسان إلى أحوال السلطة في طرابلس الغرب في ظل توتر وصراع حول السلطة؟ وكيف كانت العلاقة بين القبيلة والسلطة المركزية؟ وهل كان التدين ) الصوفية( مؤثرا في السلطة أيضا؟ وكيف يمكن تفسير تركيز الرحّالة الألمان والغربيين عموما بالديمقراطية والحرية في بلدان المغارب وربطها دائما بسلطة الأتراك وسلطة الحكام المسلمين والدين؟
هذه القضايا وقضايا أخرى سنحاول الاشتغال عليها والتطرق إليها انطلاقا مما كتبه المستشرق الألماني مالتسان في رحلته إلى طرابلس الغرب والمنطاق المتاخمة لتونس